امواج النفس 6 شوق وحنين

كانت الساعة تجاوزت الثانية بعد منتصف الليل عندما شعرت شوق بانفاس تقترب من اذنها هامسة بكلمات لم تفهمها ولكنها سمعتها جيدا فتحت عينها ونظرت من حولها في الغرفة كل شئ كان مستقر مكانه كالمعتاد فقررت ان تقوم لتتوضأ وتصلي ركعتين قيام ليل، وتدعو الله بان يحقق لها امانيها وبالفعل همت قائمة لتذهب الى الحمام، وأثناء مرورها بجانب المرآة التي اعتادت ان تنظر اليها كلما مرت بجانبها تسمرت في مكانها وتوقف لسانها عن الكلام وارتفعت انفاسها وكانها في سباق ليس له نهايه . احدقت شوق عينها في المرآة محاولة ان تعيد النظر بهدوء لتتأكد مما ترى فعقلها يرفض ما تراه، وعينها تؤكده ولا ترغب إلا في النظر اليه .. اما قلبها فقد اخذها في سفر بعيد لسنوات طويلة بدأت معها منذ ان بدأت تعرف وتعي من حولها من بشر حتى هذه اللحظة التي تقف فيها امام المرآة وتنظر في عينيه . اقتربت شوق اكثر من المرآة وهي ما زالت في حالة ذهول مما ترى .. اقتربت اكثر تم تمالكت قوتها وحاولت ان لا تبتلع كلماتها وقالت بصوت ممزوج باسمها والحنين صوت من لم ينطق بكلمة واحدة لسنوات طويلة ثم نطق حباً... (ازيك يا بابا ... ازيك يا حبيبي ... كل سنة و...