امواج النفس 7 حُكْمٌ بلا مَحكَمة


جلس حسن في غرفة النادي الذي يذهب اليه كل خميس مع والده الذي يعمل اداريا به كان حسن منذ صغره يشعر انه مختلف ولا يعرف  سبب هذا الاختلاف هو يرى كل الاشياء من حوله كما وانها طوع يديه يناديها احياناً فتأتيه ينظر الى الشجر فتهتز له اغصانه ويرى وكأن ثماره تتسابق لتسقط بين يديه فيقفز عالياً عندما يرى الاشجار حتى لا يقع الثمر في الارض متذكراً كلمات والدة الذي هو احب انسان اليه  بأنه يجب ان  نحافظ دوما على النعم .
  كان لا يخشى الحيوانات اياً كان نوعها فهو يرى بداخلها نظرة عطف  ربما لا يراها في عيون الكثير من البشر الذي يعيش بينهم ويقابلهم  في حياته ،  فكان كلما رأى قطة او كلب اتجه نحوهم بخطوات مسرعة  محاولاً الامساك بهم ويصيح  بصوت عالي وبكلمات غير مفهومه وكأنه يناديهم بلغة لا يفهمها الا هو ومن الغريب ان بعض الحيوانات كانت تستجيب له بل وتقترب وتتمسح بملابسه وكأنه اطلعت على قلبه فعرفت انه ليس مثل قلوب البشر هؤلا البشر الذين كانوا يمثلوا خط الخوف والرعب بالنسبة لحسن فكان يتجنبهم ولا يعرف ان يفهمهم، فهو يحاول دائماً الابتعاد عنهم حتى لا يسمع هذم الكلمة التي غالباً ما تقترن به عند وجوده او مروره بينهم هذه الكلمة التي كان يظن حسن انها ملاصقة لاسمه او مكملة له حتى عرف بانها صفةٍ الحقها به بنو البشر دون ان يأبوا بمقدار الألم الذي يشعر به عندما ينادونه بها.
جلس حسن في هذه الغرفه التي اعتاد على الجلوس بها دون حركة او حديث مع احد وهو يراقب من شباك الغرفة الشباب يلعبون كرة القدم في حيوية ونشاط وتخيل نفسه يلعب معهم ويقودهم الى الفوز وقام يجري قافزا بشكل مفاجئ في الغرفة حتى فاق على صوت احد الصبية يناديه العبيط اهو ... حسن العبيط اهو ... العبيط اهو ..


لم يكن حسن يعلم انها القشة التي ربما ستقسم ظهر البعير عندما صاح بكل عزمه بطريقة من يحاول ان يتحدث ولسانه مربوط بفكيه حاول ان يخرج الكلمات التي دائماً ما كان يحاول بلعها وحبسها داخله حتى كادت ان تخنقه قرر ان يعبر عن غضبه ولو لمرة واحدة فتمالك وجمع شتات قوته وقال للصبي ممسكاً به بقوة وبصوت عاااال ((انت اللي عبيط انا احسن منك)) وعيناه تمتلئ بالدمع ويداه ترتعشان ثم ترك الصبي ليفر هارباً بعد ان كاد ان يبل سرواله من شدة الفزع.

تسارعت دقات قلب حسن اخذ ينظر الى يديه وينظر حوله يسأل الجدران التي كانت هي الشاهد الوحيد على ما حدث كان يشعر بالسعادة لانه ولاول مرة استطاع ان يرد اهانته بنفسه دون اللجوء لوالده او الاستعانة باحد استطاع ان يفتح فمه معبراً عن استياؤه من اهانة البشر له.

شعر حسن وكأن الكلمات تكاثرت في جوفه وانه يريد ان يحكي لوالده عن هذا الانجاز العظيم بالنسبة له وكيف رد عدوان واعتداء هذا الصبي عليه فجلس في احد اركان الغرفة محاولا ان يكرر الكلمات التي سيقولها لوالده لشرح ما حدث دون ان يتلعثم او ياخذ مدة طويله حتى فوجئ بالصبي الذي اهانه يدخل عليه ومعه مجموعة من البشر موجهين نظرهم اليه وفي ايديهم العصي الخشبية والسنج وصاحوا في وجهه احنا هنوريك مين العبيط انت ولا اخونا وبدأوا بضربه وهو يتلقى الضربة  تلو الاخرى ، ولا يفكر الا في والده وكم كان سيفرح اذا علم بشجاعته في رد الاهانة التي وجهت اليه وكيف دافع عن نفسه فقام حسن واقفا خوفا من دخول والده ورؤيته في هذا الموقف، حاول الخروج هربا منهم  الا ان احدهم كان له رأي اخر عندما طعنه طعنة نافذة وفروا جميعاً هاربين .


سقط حسن على الارض ناظرا الى والده الذي انتحب بكاء واخذ يصرخ اسعاااف اسعااااف يا ناس وحسن ينظر في عين ابيه محاولاً ان يخبره بان الشجر الذي كان يقفز كلما رأه انما ليلتقط ثمره وان الكلاب التي يجري خلفها لان وفائها يشبه وفاؤه الا انه لم يتمكن من شدة نزيفه وارتفاع الاصوات من حوله العيال قتلوا الواد العبيط .... العيال قتلت الواد العبيط لا حول ولا قوة الا بالله العيال قتلوا الواد العبيط فأغمض حسن عينيه في هدوء هارباً من بني البشر ليلتقي بهم عند الديان الذي لا يظلم عنده احد.
روابط ذات علاقة:
https://m.elwatannews.com/news/details/4306356
  https://www.almasryalyoum.com/news/details/1421156
دردشة مش دروشة 
رأيكم يهمنا ومتابعتكم شرف لنا والشير خير دليل ان الموضوع عجبكم



تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصة عشق

احلام الصابرين

ارض الاحلام