(دموع القلب)


نقابل في حياتنا انواع كثيرة من الألم فمنذ ان نولد ونحن نخشى وخذ ابرة الطبيب ونخشى معها اي احساس بالالم اياً كان مصدره لكن عندما نكبر نعرف ان الالم انواع وان وخذ ابرة الطبيب امر لا بد منه لدرجة اننا نذهب في بعض الاحيان بأنفسنا لأخذها حتى نطيب ونتخلص من الم اكبر بكثير من هذا الشعور الناجم عن وخذ الابرة وندرك تماما ان الالم ليس في اصابة  او كسر او مرض ندرك ادراك اليقين ان الالم الحقيقي هو ألم النفس فهو في اغلب الاحيان ألم لا يبرأ ولا يزال ينزف حتى النهاية .
وعندما نكبر نعرف ان البكاء ليس ضعفاً كما كان يقال لنا منذ نعومة اظافرنا بل البكاء قوة نعم قوة في التعبير عن ذلك الألم الرهيب الذي يجتاح النفس فاي انسان اذا حرقت النار يديه سيصرخ بقدر قوة الحريق  كذلك ألم النفس  الذي يدمي القلب ويدمع العين ولكن في بعض الاحيان اذا ما ارتفع معدل الالم يفقد الانسان وعيه رحمة من ربه لان مقدار الالم الذي هو آتٍ اليه لن يستطيع تحمله فيغيب عن الوعي في التو واللحظة دون صراخ او صوت عالي وهذا ما يحدث في اشد انواع الالم النفسي  ذلك الالم الذي نشعر به عندما  نفقد من نحب و يغيبوا عن اعيننا فمنا من يبكي ومنا من لا يستطيع البكاء فتجف عيناه فلا  دموع تجرى على الخدين ولكنها بداخله انهاراً من دموع قلبٍ ينتحب مع كل دقة من دقاته
 عندما تتحول سيرتهم واقوالهم الى ذكرى ممزوجة بالالم والشوق والحنين ، عندما تدرك يقينا ان هذا الجسد الذي تنظر اليه اصبح امانة عندنا في عالم الاحياء فنسارع حتى نؤدي الامانة لصاحبها وخالق روحها وربها ولا نطمئن الا اذا رقدت في مرقدها الاخير، ونغلق عليها المجادير ،ويظل الشوق عالقاً بين ضلوعنا يعتصر قلوبنا ولا سبيل لنا الا الصبر والرضا بما قسمه الله لنا عندها نعرف ان وخذ ابرة الطبيب وما تلاها من آلام واجاع لم يكن ألم  من الاساس.
 فالالم النفسي قد يصل  الى درجة يجف معها الدمع فيعتصر القلب دون دمعة واحدة فيصير الدمع انهارا تجرف قلوب من فقدوا احبتهم دون ان تظهر على وجوههم هكذا هو حال من فقدوا احبتهم واصبح وصلهم امر مستحيل وباتت ذكراهم لا تحمل الا شوقاً ودموع غاليه ظاهرة وباطنه .
فرحمة الله عليك يا حبيبي يا والدي  فى ذكرى وفاتك ورحمة الله عليكي يا امي يا من علمتوني ان  الضيق ليس في المكان بل  في الصدور ،  يا من علمتوني ان الحب شريان الحياة، وان الحياة اختبار فإما الجنة او النار، يا من علمتوني ان بعد الضيق دائماً فرجاً والصبر مفتاحه فما ضاقت الدنيا عليَ الا فرحت بما هو آت من خير ويسر ، فما كان لي من بعد فقدكم  الا ان اصبر حتى يتسع صدري لدنيا غاب عنها اغلى من في الكون فسلام من روحي لروحكم حتى القاكم في جنات الخلد باذنه ورحمته.

تعليقات


  1. روعة روعة جميلة جدا
    الله عليك يا أخويا يا حبيبي يا غالي

    ردحذف
  2. حبيبي الغالي شكراجزيلاً

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصة عشق

احلام الصابرين

ارض الاحلام