ارض الاحلام
أرض الأحلام
بقلم: محمد محمد خليفة
في يوم الجمعة الأجواء هادئة وصوت القرآن قبل الصلاة يملأ الأركان يفكر الأب كثيراً قبل أن ينادي
ابنه مؤمن كي يبلغه بالخبر الذي يعلم أنه ينتظره من زمن بعيد ذلك الخبر الذي كثيرا
ما نادى به مؤمن مراراً وتكراراً ولكن والد مؤمن الذي يعمل (شيخ المسجد) ليس لديه
وقت ليلبي ذلك الحلم له فعمله يتطلب إقامة الصلاة خمس فروض في المسجد فهو من يقيم
الشعائر ويقوم بأمامه المصليين طوال اليوم ويعلمهم أمور دينهم بالإضافة الى
انه يرى ان هذا المكان الذي يريد ان يذهب اليه ابنه مكان لهو ولا يجب الذهاب اليه
ولكن قرر في ذلك اليوم أن يلبي طلب ابنه
مع الحرص على عدم الوقوع في الفتن ففكر في أن يناديه ويلبي طلبه ويخبره بأن اليوم
سيذهب معه إلى مدينة الملاهي وتخيل ابنه عندما يعرف هذا الخبر كيف ستكون حالته
لابد وان الخبر سيكون على مؤمن كما لو
كان حلم في يقظه أو يقظة في عالم الاحلام
في لمح البصر ارتدى مؤمن ملابسه
وقال لبيك أبي انا جاهز وأعدت الأم جميع متطلبات الرحلة ولكنها كانت قلقة قلقاً لم
يستطيع الأب أيضا أن يخفيه أو يمنعه من أن يعتلي ملامحه ويتلبسه من ساسه الى رأسه
استقلا سيارتهما وفي الطريق توقف الأب
ليصلي الجمعة وكانت خطبة الجمعة عن أهوال القيامة، أدى جميعهم الصلاة وكان الابن
في شوق لهذه الألعاب التي كثيراً ما سمع عنها من أصحابه وشاهدها في التلفاز فبمجرد
أن انتهى الإمام من صلاته قفز من المسجد ليستقل السيارة من جديد وانتظر حتى يأتي
والده وهو يحسب الوقت الضائع من لهوه الذي ينتظره وكأنه حكم في مباراة دولية
حضر والد مؤمن ونظر الى مؤمن قائلاً
اراك متعجلا ومتسرعاً اهدأ والا عدنا من حيث اتينا فقالت الام في محاولة منها
لتلطيف الامر انت تعرف مؤمن وكم هو سعيد بهذا اليوم ومشتاق اليه فلا داعي لان
تغضبه اليوم فهو صغير ولا يدرك ما يفعل.
كان والد مؤمن يخشى على مؤمن من فتن
الدنيا ويخاف عليه من أن ينجرف في اللهو وينسى دينه فكان دائماً يعامله وكأنه شاب
في ريعان شبابه متناسيا ان الخمس سنوات التي مرت من حياة مؤمن لم تكن كافيه لأن
تثقله وتؤهله لتلقي هذه الدفعات المتصلة من النصح والإرشاد التي إعتاد ان يسمعها
من والده
يجلس مؤمن في السيارة يراقب الطريق
يعد أعمدة الانارة التي تتسابق مع السيارة فلا تنتهي يفكر فيما ينتظره من متعة لم
يراها من قبل فيرى نفسه فارساً فوق حصانه يحارب اشراراً ويقفز من فوق حصانه ليركب بساط
الريح الذي يذهب به الى ارض الأحلام حيث تتوقف سيارة والده فتقول والدته هيا يا
مؤمن لقد وصلنا الى أرض الأحلام
يستيقظ مؤمن من غفوته على صوت والدته
ناسيا عدد تلك الاعمدة التي كان يعدها متوجها بسرعة مذهلة الى والده وممسكا بيده
فيشعر ببرودتها فما زال قلب والده يخفق ولا يعلم لماذا ؟ فهو يشعر ان هناك شيء
ينتظرهم داخل هذه الأرض التي وصفوها بأرض الاحلام.
يمر الوقت داخل أرض الاحلام ومؤمن
يلهو ويلعب من لعبة الى أخرى وكأنه خبير بتلك الألعاب ووالده لا يرفع عينه عنه
يراقبه في كل حركة حتى اتى موعد صلاة العصر ومؤمن فوق أحد الألعاب ربما في أعلى
نقطة في سماء هذه الأرض --- أرض الأحلام
يترك والد مؤمن والدته معه بعد أن شدد
عليها بعدم الذهاب في أي مكان حتى يفرغ من صلاته وذهب مسرعاً يبحث عن مصلاه سأل أحد
المارة عن مسجد فأشار إلى مكان بعيد في أخر الملاهي فتوجه إليه مسرعاً
تعجب والد مؤمن فالمكان ممتلئ
بالمصلين وفي الخارج العديد ممن ينتظر الصلاة فأرض الأحلام لم تكن ارضاً للهو فقط
كما تخيل فللأيمان فيها مكان
استشعر والد مؤمن القلق على زوجته
وابنه والمصلين كثرة ينتظرون دورهم
فتعجل من أمره وذهب الى أحد الأماكن المجاورة لأحد الألعاب وكان المكان صاخب جداً فحاول ،ن يصلي بعد أن أرتدى سماعات
في رأسه وجدها في المكان ليخفف ذلك الصخب وما زال قلبه يخفق خوفاً على ابنه حتى
سمع صوت عالي كاد أن يطيح بكل من في المكان
نظر يمينا ويساراً فهو لم يبدأ صلاته
بعد فوجد ناراً مندلعة من ناحية الشرق حيث ترك ابنه... أسرع يجري كانت الألعاب تتساقط من حوله وهو ينادي يا مؤمن يااااا مؤمن انها القيامة، القيامة يا مؤمن
والنار تحاصر المكان والارض تهتز من تحت قدميه اخذ يصرخ محاولا ان يعثر على ضالته
ولكن بلا جدوى
بدأت تخرج من الأرض اشجاراً ذات شوك
وتقذف بشوكها بشكل عشوائي على كل من في المكان فكان من تصيبه يتحول الى رماد وهو
يصرخ يا مؤمن أين أنت ويحاول أن
يتفادى هذه الأشواك ومؤمن لا يسمعه ولا يشعر به من الأساس فانقطعت الكهرباء فجأة
وسمع صوت مؤمن ابنه يناديه يا أبي اخلعه اخلعه يا ابي اخلع ((لعبة السيميناتور))
من على رأسك فاسرع والده بسرعه بإزالة هذه السماعات التي غطت رأسه وعينيه واذنيه
فوجد ابنه يقول: مالك يا ابي انا بجانبك ما الذي دهاك لتلعب هذه اللعبة انها
لعبة تخيلية تجعل ما في خيالك حقيقة
نظر والد مؤمن حوله فوجد الجميع ما
زالوا غافلين فصرخ في الجميع ونادى على المصلين قوموا إلى صلاتكم ولا تأخذكم
أوهام ارض الاحلام قوموا إلى صلاتكم قبل أن تقوم قيامتكم
دردشة مش دروشه
رأيكم يهمنا ومتابعتكم شرف لنا والشير خير دليل ان الموضوع عجبكم
أرض الأحلام
بقلم: محمد محمد خليفة
في يوم الجمعة الأجواء هادئة وصوت القرآن قبل الصلاة يملأ الأركان يفكر الأب كثيراً قبل أن ينادي
ابنه مؤمن كي يبلغه بالخبر الذي يعلم أنه ينتظره من زمن بعيد ذلك الخبر الذي كثيرا
ما نادى به مؤمن مراراً وتكراراً ولكن والد مؤمن الذي يعمل (شيخ المسجد) ليس لديه
وقت ليلبي ذلك الحلم له فعمله يتطلب إقامة الصلاة خمس فروض في المسجد فهو من يقيم
الشعائر ويقوم بأمامه المصليين طوال اليوم ويعلمهم أمور دينهم بالإضافة الى
انه يرى ان هذا المكان الذي يريد ان يذهب اليه ابنه مكان لهو ولا يجب الذهاب اليه
ولكن قرر في ذلك اليوم أن يلبي طلب ابنه
مع الحرص على عدم الوقوع في الفتن ففكر في أن يناديه ويلبي طلبه ويخبره بأن اليوم
سيذهب معه إلى مدينة الملاهي وتخيل ابنه عندما يعرف هذا الخبر كيف ستكون حالته
لابد وان الخبر سيكون على مؤمن كما لو
كان حلم في يقظه أو يقظة في عالم الاحلام
في لمح البصر ارتدى مؤمن ملابسه
وقال لبيك أبي انا جاهز وأعدت الأم جميع متطلبات الرحلة ولكنها كانت قلقة قلقاً لم
يستطيع الأب أيضا أن يخفيه أو يمنعه من أن يعتلي ملامحه ويتلبسه من ساسه الى رأسه
استقلا سيارتهما وفي الطريق توقف الأب
ليصلي الجمعة وكانت خطبة الجمعة عن أهوال القيامة، أدى جميعهم الصلاة وكان الابن
في شوق لهذه الألعاب التي كثيراً ما سمع عنها من أصحابه وشاهدها في التلفاز فبمجرد
أن انتهى الإمام من صلاته قفز من المسجد ليستقل السيارة من جديد وانتظر حتى يأتي
والده وهو يحسب الوقت الضائع من لهوه الذي ينتظره وكأنه حكم في مباراة دولية
حضر والد مؤمن ونظر الى مؤمن قائلاً
اراك متعجلا ومتسرعاً اهدأ والا عدنا من حيث اتينا فقالت الام في محاولة منها
لتلطيف الامر انت تعرف مؤمن وكم هو سعيد بهذا اليوم ومشتاق اليه فلا داعي لان
تغضبه اليوم فهو صغير ولا يدرك ما يفعل.
كان والد مؤمن يخشى على مؤمن من فتن
الدنيا ويخاف عليه من أن ينجرف في اللهو وينسى دينه فكان دائماً يعامله وكأنه شاب
في ريعان شبابه متناسيا ان الخمس سنوات التي مرت من حياة مؤمن لم تكن كافيه لأن
تثقله وتؤهله لتلقي هذه الدفعات المتصلة من النصح والإرشاد التي إعتاد ان يسمعها
من والده
يجلس مؤمن في السيارة يراقب الطريق
يعد أعمدة الانارة التي تتسابق مع السيارة فلا تنتهي يفكر فيما ينتظره من متعة لم
يراها من قبل فيرى نفسه فارساً فوق حصانه يحارب اشراراً ويقفز من فوق حصانه ليركب بساط
الريح الذي يذهب به الى ارض الأحلام حيث تتوقف سيارة والده فتقول والدته هيا يا
مؤمن لقد وصلنا الى أرض الأحلام
يستيقظ مؤمن من غفوته على صوت والدته
ناسيا عدد تلك الاعمدة التي كان يعدها متوجها بسرعة مذهلة الى والده وممسكا بيده
فيشعر ببرودتها فما زال قلب والده يخفق ولا يعلم لماذا ؟ فهو يشعر ان هناك شيء
ينتظرهم داخل هذه الأرض التي وصفوها بأرض الاحلام.
يمر الوقت داخل أرض الاحلام ومؤمن
يلهو ويلعب من لعبة الى أخرى وكأنه خبير بتلك الألعاب ووالده لا يرفع عينه عنه
يراقبه في كل حركة حتى اتى موعد صلاة العصر ومؤمن فوق أحد الألعاب ربما في أعلى
نقطة في سماء هذه الأرض --- أرض الأحلام
يترك والد مؤمن والدته معه بعد أن شدد
عليها بعدم الذهاب في أي مكان حتى يفرغ من صلاته وذهب مسرعاً يبحث عن مصلاه سأل أحد
المارة عن مسجد فأشار إلى مكان بعيد في أخر الملاهي فتوجه إليه مسرعاً
تعجب والد مؤمن فالمكان ممتلئ
بالمصلين وفي الخارج العديد ممن ينتظر الصلاة فأرض الأحلام لم تكن ارضاً للهو فقط
كما تخيل فللأيمان فيها مكان
استشعر والد مؤمن القلق على زوجته
وابنه والمصلين كثرة ينتظرون دورهم
فتعجل من أمره وذهب الى أحد الأماكن المجاورة لأحد الألعاب وكان المكان صاخب جداً فحاول ،ن يصلي بعد أن أرتدى سماعات
في رأسه وجدها في المكان ليخفف ذلك الصخب وما زال قلبه يخفق خوفاً على ابنه حتى
سمع صوت عالي كاد أن يطيح بكل من في المكان
نظر يمينا ويساراً فهو لم يبدأ صلاته
بعد فوجد ناراً مندلعة من ناحية الشرق حيث ترك ابنه... أسرع يجري كانت الألعاب تتساقط من حوله وهو ينادي يا مؤمن يااااا مؤمن انها القيامة، القيامة يا مؤمن
والنار تحاصر المكان والارض تهتز من تحت قدميه اخذ يصرخ محاولا ان يعثر على ضالته
ولكن بلا جدوى
بدأت تخرج من الأرض اشجاراً ذات شوك
وتقذف بشوكها بشكل عشوائي على كل من في المكان فكان من تصيبه يتحول الى رماد وهو
يصرخ يا مؤمن أين أنت ويحاول أن
يتفادى هذه الأشواك ومؤمن لا يسمعه ولا يشعر به من الأساس فانقطعت الكهرباء فجأة
وسمع صوت مؤمن ابنه يناديه يا أبي اخلعه اخلعه يا ابي اخلع ((لعبة السيميناتور))
من على رأسك فاسرع والده بسرعه بإزالة هذه السماعات التي غطت رأسه وعينيه واذنيه
فوجد ابنه يقول: مالك يا ابي انا بجانبك ما الذي دهاك لتلعب هذه اللعبة انها
لعبة تخيلية تجعل ما في خيالك حقيقة
نظر والد مؤمن حوله فوجد الجميع ما
زالوا غافلين فصرخ في الجميع ونادى على المصلين قوموا إلى صلاتكم ولا تأخذكم
أوهام ارض الاحلام قوموا إلى صلاتكم قبل أن تقوم قيامتكم
تعليقات
إرسال تعليق