مخلب وناب



مخلب وناب
بقلم : محمد محمد خليفة

في أحد المزارع البسيطة الريفية كان هناك كلب وقطة ولد كل منهما في نفس اليوم وفي نفس المزرعة، في البداية كان الكلب يظن أن شكله مثل شكل القطه فهو كان يعتقد ان أذنيه صغيرتين وجسمه صغير مثلها حتى بدأ في النمو وعرف أنه اقوى بكثير منها فصوته مختلف عنها وجسمه أكبر منها حتى انيابه أكبر منها فهو في جميع صوره وصفاته أفضل منها هكذا كان يظن الكلب.
ومنذ أن عرف الكلب وأدرك الفارق الذي بينه وبين القطه بدأ في البعد عنها بعد أن كانت أقرب حيوان له في المزرعة فبدأت معاملته تتغير من ناحيتها فلا يلعب معها ولا يأكل معها مثلما كان يفعل بل على النقيض كان يتربص لها في كل خطوة ليجعلها تشعر بضعفها وحاجتها إليه ليحميها مثلما يحمي كل حيوانات المزرعة.
على الجانب الاخر كانت القطة ومنذ اليوم الاول تعلم انها مختلفة عن الكلب فهي تراه قوياً وترى نفسها ضعيفة وجميلة في نفس الوقت فشعرها الطويل الجميل ومخالبها الطويلة الرقيقة وذيلها الملون يجعل منها ملكة لجمال القطط وكانت تدرك أن هذا الجمال لا بد من ان تحافظ عليه لذلك رضخت لاذلال الكلب وفرض سيطرته عليها.
علم الكلب أن القطة تهابه خاصة عندما أدرك أوجه الاختلاف بينها وبينه فقرر أن يستغل ذلك لمصلحته ويحقق أكبر منفعة من ذلك فاستولى على مكان نومها واتخذه بيتا له وطلب منها أن تنام فوق سور الحديقة فما كان من القطة الا أن رضخت ثم جاء في اليوم الثاني وطلب منها أن تأتي له باللحم والا سيطردها من القرية بأكملها او ربما أكلها بدلا من اللحم.
جلست القطة في ذلك اليوم وعينها مليئة بالدموع والحزن يكسو ملامحها كانت الليلة مظلمة الا من ضوء نجوم قليلة زينت السماء وقمر أشبه بريشة بيضاء في فلاة اكتست بالسواد، وبينما كان الدمع يملأ عيناها نظرت وسط الظلام فوجدت ثعبان يتجه نحو الكلب والكلب نائم يغط في النوم انتبهت القطة وتسللت ببطء حتى وجدت نفسها واقفة امام الكلب والحبل بجانبها نعم فلقد كان الثعبان حبل خُيل اليها من انهمار دموعها أنه يسعى وفي هذه اللحظة أستيقظ الكلب ليجد القطة أمامه في حالة تأهب فهب واقفا وقال أنت من اتيتي لنهايتك وهم بالهجوم عليها وهنا ادركت القطة انه لا بد من المواجهة فانتفضت ووقف كل شعرها الجميل فاصبح أشبه باشواك القنفد فتغير شكلها وأخرجت أنيابها ومخالبها الجميلة وهجمت على الكلب قبل ان يباغتها فشعر الكلب بألم شديد من عض انيابها ومخالبها التي غرستها في جسده فصاح وصاح وفر هارباً وصاحت معه الديكة ببزوغ اول ضوء للنهار يطلع على القطة بعد ان استعادت فراشها وعرفت ان المحافظة على كرامتها افضل الف مرة من ان تحافظ على جمال مخالبها ونظافة انيابها.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصة عشق

احلام الصابرين

ارض الاحلام