رسالة الى 2020
عزيزتي 2020،
أكتب اليكي وانا في أخر يوم سيذكر فيه أسمك ورسمك أخر يوم من أيام كثيرة كنت لها عنوان وزعيمة، وكان تاجك فوق رؤوس كثيرة، أكتب أليكي ولا أعرف هل أنت كما قال البعض عنك سنة كبيسة أم خبيثه أم أنك ملاك رحمة أرسله الله ليعيد ترتيب أوراق الخليقة، أكتب أليكي ليس لأودعك أوأمدح رحيلك فصدقيني أنا اعتدت على وجودك بكل ما فيكي من مشاعر فرح ونصر، بكل ما أصابني من خوف وقهر، بكل ما ظفرت به وفزت وما ضاع مني كأسماك كانت بقاربي ثم قفزت بالنهر.
أكتب أليكي ولا أعرف لماذا أكتب لك تحديداً دون كل من فاتوا ربما لأن بك الكثير قد ماتوا ورحلوا في صمت دون وداع ، وتركوا بداخلنا أحزان وآلام وأوجاع، واصبحت انفسنا كما المتاهات ضل فيها من ضل وضاع فيها من ضاع، ونجى فيها من سكنت روحه الايمان وعرف أن الكون مسير بقوة الرحمن وأن ما أصابنا من خير وشر ليس إلا رزق من الحنان المنان، رزق يغمرنا حتى يصل للوجدان فتعرف به أن الخير لا يكون خيراً إلا بحسن الظن بمالك الأكوان وأن الشر بظننا ليس إلا خيراً اذا ما علمنا ما توارى عن العين وخبأه الرحمن.
وأخيراً 2020 أكتب اليك وانت التي تميزت أرقامك كما تميزت أحداثك فكانت لبعضنا حبس وعزل وحرمان وللبعض ود وتآلف واحسان ومعرفة لأحباب عرفتهم اعيننا ولكن كانوا بعيداً عن القلوب وضعناهم في دائرة النسيان.
فيا عام 2020 مضيت وانت لا عتب عليك ولا من فعلك أي احزان فأنتي زمن من زمن الزمان ودهر مما وصف به نفسه رب العرش والسلطان وليس لي إلا أن أقول لك أرحلي في سلام مني ونفس راضية بما قدر الرحمن المنان ذو القدرة والملكوت والسلطان.
بقلم: محمد محمد خليفة
دردشة مش دروشه
رأيكم يهمنا ومتابعتكم شرف لنا والشير خير دليل ان الموضوع عجبكم
تعليقات
إرسال تعليق