احلام الصابرين
كان لدى صابر ثلاثة ابناء اكبرهم في كلية الطب واصغرهم في الصف الثالث الاعدادي اما اوسطهم فيدرس في المجال الفني بالصف الثاني الثانوي وكانوا هم الحياة بالنسبة له وهم الفرح اذا نظر اليهم وهم الفرج اذا ضاقت الدنيا في وجهه كان حبه لهم ليس كحب اباً لأولاده ولكن كان حباً يمتزج بحنان افتقده صابر في صغره حيث كان والد صابر يعمل شاويشاً في الجيش وكان شديد الجفاف في معاملاته لم يتذكر صابر ان والده احتضنه في يوماً من الايام كانت كل ذكرياته مع والده تنتهي به الى باب موصد ليس له مفتاح.
انتبه صابر الى زوجته التي كانت تنظر اليه ضاحكة بكل بشاشة بالرغم من الهشاشة التي اصابت عظامها واجلستها عن العمل حيث قامت بتسوية معاشها مبكراً في احد الجهات الحكومية
نظر صابر الى زوجته بعينين ضاحكتين يكسوهما حزن دفين قائلاً لها كل شهر وانتي طيبة يا ام الدكتور بردوا مخرمه شكلي لازم انزل وردية الليل في الشركة واطبق شفت زيادة الدكتور عايز طلبات كتيره هو واخواته ودي اخر سنه السنه دي وربنا يفرحنا بيه ويتخرج ومش عايز اقصر معاه في اي حاجه نفسي اشوفه احسن دكتور في مصر.
نظر صابر الى زوجته بعينين ضاحكتين يكسوهما حزن دفين قائلاً لها كل شهر وانتي طيبة يا ام الدكتور بردوا مخرمه شكلي لازم انزل وردية الليل في الشركة واطبق شفت زيادة الدكتور عايز طلبات كتيره هو واخواته ودي اخر سنه السنه دي وربنا يفرحنا بيه ويتخرج ومش عايز اقصر معاه في اي حاجه نفسي اشوفه احسن دكتور في مصر.
نظرت زوجته اليه بحب وشفقة وعيناها تلمع من دموع حبستها بس كده تعب عليك يا صابر انت كده مش هتريح خالص واحنا مش هنشوفك وانت عارف البيت من غيرك بيبقه عامل ازاي ، قاطعها صابر باسلوب من يعرف الى اين سيأخذه الحوار قائلا يعني نقصر مع الدكتور وبعدين انا زي البمب ولسه بصحتي متخافيش عليه خلينا نفرح بالدكتور كلها كام شهر ويعدوا بالطول وبالعرض والله ده يوم المنى ان الناس كلها تعرف ان صابر حارس الامن هو ابو الدكتور واللي رايح واللي جاي يقولي ابو الدكتور اهو وبعدين يا حاجه انت نسيتي ان اخوات الدكتور كمان عايزين مصاريف تانيه كتير ربنا يقدرنا عليهم صدقيني يا ام الدكتور مفيش ادامي إلا الشفت الاضافي.
اخذ صابر انفاسه وكأنه يحاول ان يجمع افكاره وكلماته ليطمئن زوجته والتي كانت بالنسبة له الحنان الذي افتقده صغيراً فعوضه الله بزوجته الحنون وقال لها: وكمان اطمني يا ستي مديري في الشغل قال انه ممكن يديني مكان كويس اخدم فيه ويكون جنب البيت سيبيها لله وان شاء الله هقدم على الشفت من بكره وربنا هو الكريم سيبيني اكمل الحسبه وانزل اجبلك دوا الهشاشة يا ام الدكتور علشان نقف مع بعض في حفل التخرج بتاع الدكتور ولا عايزه تقعدي وماتقوميش لحد والناس تقول اهي بقت تتعالى علينا بعد ما ابنها بقه دكتور يا ام الدكتور وتعالت اصوات ضحكاتهما التي وجدت مكان بين همومهما لتخرج خالصة من قلبيهما
اخذ صابر انفاسه وكأنه يحاول ان يجمع افكاره وكلماته ليطمئن زوجته والتي كانت بالنسبة له الحنان الذي افتقده صغيراً فعوضه الله بزوجته الحنون وقال لها: وكمان اطمني يا ستي مديري في الشغل قال انه ممكن يديني مكان كويس اخدم فيه ويكون جنب البيت سيبيها لله وان شاء الله هقدم على الشفت من بكره وربنا هو الكريم سيبيني اكمل الحسبه وانزل اجبلك دوا الهشاشة يا ام الدكتور علشان نقف مع بعض في حفل التخرج بتاع الدكتور ولا عايزه تقعدي وماتقوميش لحد والناس تقول اهي بقت تتعالى علينا بعد ما ابنها بقه دكتور يا ام الدكتور وتعالت اصوات ضحكاتهما التي وجدت مكان بين همومهما لتخرج خالصة من قلبيهما
بدأ صابر اول شفتاته المسائية على بوابة احد النوادي التي يرتادها كبار الشخصيات في المجتمع ، وكان صابر محبوباً بين زملاؤه وشهر تلو الاخر اصبح محبوباً ايضا من رواد النادي الذين كانوا لا يبخلون عليه ويغدقون عليه بالبقشيش خاصة بعد ان عرف بعضهم ظروفه الماديه وكفاحه من اجل الحفاظ على بيته واسرته وتوفير حياة كريمة له
في صباح يوم الاحد من شهر يونيو كان صابر وكأنه ملك متوج ففي الغد سيفرح بأول فلذات كبده ويتخرج ابنه الاكبر من كلية الطب ويصير طبيباً ليستكمل مسيرته مع باقي ابنائه ولذلك كان عليه ان يذهب للشفت الليلي بالرغم من رغبته الشديده في الجلوس بالبيت وسط ابنائه حيث اشتاق اليهم فهو بالفعل لا يكاد يراهم عمل بالليل والنهار وسويعات قليلة للنوم كان يفتقدهم ويشعر بالحنين اليهم وكانه مغترب في عقر داره ولكنها الضرورة التي هي اشد من عاطفته فقام مسرعاً للذهاب الى عمله.
وقف صابر في هذه الورديه وهو يشعر وكأنه مديرا للامن مسؤول عن الجميع كانت معنوياته في السماء تحلق ونفسه ناقية لجدول ماء عذب خرج من بين صخور صلبة كان يخبر الجميع ان ابنه الدكتور بكره هيتخرج وهيبقه دكتور وانه هيحضر الحفله ومعاه والدته ام الدكتور بردك ويضحك ويضحك من حوله وسط تهانيهم له وتمنياتهم بالتوفيق.
بدأت ساعات الليل المتأخرة تزحف الى وردية صابر وهو يعد الدقائق والثواني منتظراً العودة الى منزله ليرتدي بدلة فرحه الذي احتفظ بها طيلة هذه السنوات لمثل هذه المناسبة ولكنه تذكر انه ربما لن يسعفه الوقت ليرتديه في البيت فخطر بباله ان يطلب من زوجته ان ترسل بها احد اولاده ليرتديه في عمله ويصطحبهم في الصباح لحفل التخرج
اتصل صابر على زوجته التي اخبرته ان ابناؤه جميعاً لم يعودوا للمنزل حتى الان وانها سوف تقوم هي باحضارها بنفسها اليه
اسرعت زوجة صابر بتحضير البدلة ومستلزماتها من قميص وحذاء وخرجت مسرعة في طريقها الى رفيق عمرها ابو الدكتور.
وقف صابر كما لو كان اسداً في عرينه ينظر يميناً ويساراً وعيناه يملؤها الفرح والشوق متخيلاً نفسه في بدلته واخذته الذكريات الى سنوات كفاحه منذ ان تزوج وهو ما زال يتجول ناحية اليسار تارة ولكنه لم يعد ناحية اليمين .
صرخ صابر قا ئلا لييييه ليه يابني بعد ان قام شخصاً لا يعرفه بطعنه طعنات بدون اي اسباب او مقدمات طعنات غادرة نافذة ارجعته من ذكرياته وايقظته من حلمه الذي رفض ان ينتهي بهذه الطريقة فمسك صابر بقبضته على رقبة ذلك الوغد الغادر الذي قام بطعن صابر طعنات اخرى في البطن والصدر.
تجمع الناس من حوله وامسكوا بذلك القاتل وتعالت الاصوات وتجمع الناس وتكاثروا منهم من يقوم بالتصوير ومنهم من يحاول الانقاذ واخرين اكتفوا بمشاهدة الدماء التي لطخت ملابسه البيضاء
وقف صابر بالرغم من اصابته البالغة ونزيف دماؤه على قدميه رافضا ان يساعده احد مما زاد نزيف الدماءوتحامل على نفسه وقال انا كويس انا كويس حد يطلب الدكتور ابني ايوه بكره حفل تخرجه اطلبوه علاجي عنده وتسارع في خطاه ليسقط بين احضان زوجته وتسيل دماؤه على بدلة فرحه التي سقطت من يد زوجته بعد ان سقطت هي الاخرى على الارض من شدة هول الموقف ليسقط بجانبها صابر ويسقط معه حلمهما وتندثر ذكرياتهما وتزول آلامهم واوجاعهم وتختفي همومهم ويتركوا من خلفم دكتوراً فقد والديه على يد مختل عقلياً واولادا صالحين لا يعرفون لماذا مات والديهما وممن يثأرون.
رأيكم يهمنا ومتابعتكم شرف لنا والشير خير دليل ان الموضوع عجبكم
https://m.elwatannews.com/news/details/4321046
https://m.elwatannews.com/news/details/4321046
تعليقات
إرسال تعليق