امواج النفس 5 سكن جامعي (الجزء الثالث)


سكن جامعي (الجزء الثالث)

عبد الله يصدم صدمته الثانية

ودع عبد الله صديقه الوحيد في السكن الجامعي وفي مصر كلها صديقه الذي كان اول من ضحك في وجهه واستقبله صديقه ابو اسحق واتفقا ان يصلي كل منهما ثم يلتقيا بعد ان يقوم ابو اسحق بقضاء بعض حوائجه التي وصفها بالضرورية .
ذهب عبدالله الى المسجد العتيق بالحي ووقف منتظراً اقامة الصلاة وهو يحدق في اركان المسجد ويقرأ الايات المكتوبة على جدرانه ، اذن المؤذن واعلن اقامة الصلاة وكان عبد الله حريصاً على ان يكون في الصف الاول وقد نال ذلك فعلا فقد اعتاد ان يصي دائما في الصف الاول منذ ان كان في قريته وعاهد نفسه ان يبقى على ذلك في حياته كلها .
رفع عبد الله يديه استعداداً لتكبيرة الاحرام وقبل ان يدخل في الصلاة نظر بجانبه ليرى ما لم يخطر على باله ابداً .
كان وليم واقفاً بجانبه في خشوع تام لدرجة انه لم ينتبه لعبد الله او ربما لم يعرفه من الاساس.
بدأ الامام في الصلاة كان عبدالله شارداً وفي غاية الاندهاش كيف يصلي وليم معنا في الصف الاول هل يعلم المصلين انه من النصارى ام انه مسلم اسئلة كثيرة دارت في رأس عبدالله دون اجابة مما زاد حيرته .
سجد عبد الله خلف الامام يسبح ربه ليسمع وليم يدعو الله قائلاً 
يا رب لك الحمد في السراء والضراء اخذت زوجتي فصبرت فلك الحمد فاشفي ابنتي من ذلك المرض اللعين ولا تريني فيها بأس او مرض واحفظها لي وأعيني على مصاريفها يا رب انت عالم بحالي واليك مآلي فافرج كربي يا رب.

عبد الله يغير مفاهيم حياته:

كان بكاء وليم في سجوده اثناء الدعاء حملاً ثقيل على قلب عبد الله الذي تيقن ان وليم عليه من الهموم اثقلها فلقد فقد زوجته تاركة له ابنة مريضة وعرف ان ربما اسلوبه وعصبيته معه واصحابه بالسكن الجامعي لها ما يبررها بسبب ما يحمله وليم من ألآم وما عليه من ضغوط.
نظر عبد الله الى وليم بعد ان انتهى من صلاته قائلا له تقبل الله يا شيخنا ، امال ايه حكاية وليم دي ، نظر وليم اليه وقال له : علشان كده مسلمتش عليه ومشيت لما عرفت اني اسمي وليم يابني وليم ولا جرجس يعقوب او اسحق او موسى كلها اسماء ربنا واللي في القلب ده ربنا هو اللي هيحاسبنا عليه انت لسه صغير وبكره الدنيا تعلمك انك لما تعرف حد قبل ما تبص على اسمه تبص جوه قلبه وقبل ما يلفت انتباهك شكله  غوص جوه نفسه ومتتسرعش في الحكم والتمس العذر .
اكمل وليم كلامه قائلا معلش يا ابني انا كنت صعب شويه معاكم بس بنتي كانت .......... قاطعه عبدالله وقال: يا سيدي ولا يهمك انا والله سامحتك من ساعة ما سمعت كلامك اللي بجد دخل قلبي ودعواتك كمان في الصلاه، الله يباركلك واعتبرني اخوك الصغير هنا، بس بردو مقلتليش ايه حكايه وليم قاله فرد عليه وقاله دي حكاية طويله تعالى نشرب كوبايتين شاى عالقهوه واحكيلك الحكايه.
جلس عبدالله ووليم يحتسيان الشاي بعد ان قص وليم قصته واخبر عبدالله بان والده سوداني وانه في جنوب السودان يسمي بعض الناس وليم عادي وهما مسلمين وعايشين في مصر من سنين، وقص عليه حكايته كاملة والتي انفطر لها قلب عبدالله وجعلته يقترب منه اكثر واثناء جلوسهم شاهد وليم ابو اسحق عائدا من مشواره وفي طريقه الى السكن فنادى وليم عليه قائلاً يا ابو اسحق الحلبسه جاهزه تعالى اتفضل.

عبد الله يشرب الحلبسه:

جلس ابو اسحق بعد ان القى السلام عليهم فقال له وليم انت حظك حلو ان معاك عبدالله في السكن باين عليه طيب وابن حلال فقال له عبدالله والله ده ابو اسحق هو الاحسن الله يجازيه خير عامل معايا الواجب وزياده فنظر اليه ابو اسحق وقاله عيب عليك متقولش كده احنا اخوات واخرج من شنطة يحملها موبايل وخط محمول وقاله ده هديه مني وحاجه بسيطه ممكن تقبله ومد اليه يده ليتسمر نظر عبدالله مرة اخرى على يد ابو اسحق التي نقش عليها صليب ولكن هذه المرة تذكر كلام وليم له في المسجد ونظر في قلب ابو اسحق ونفسه وكيف كانت معاملته الطيبة فمد يده واخذ الهدية وشكره وجلسوا جميعاً يتبادلون الحديث ويضحكون وكانهم اصدقاء من زمن بعيد  وطلب عبدالله  حلبسه. 
 دردشة مش دروشه رأيكم يهمنا ومتابعتكم شرف لنا والشير خير دليل ان الموضوع عجبكم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصة عشق

احلام الصابرين

ارض الاحلام