خُلق الاحترام


تشرق الشمس علينا في كل صباح فاذا جاء الغروب ذهبت وكما يكتمل القمر في منتصف الشهر فاذا اكتمل الشهر ذهب ليعلن ميلاد هلالاً جديداً وكما يتعاقب الليل والنهار وتتوالى الفصول الاربعة في احترام كامل لناموس الكون الذي وضعه الله جل في علاه لنعيش في ارضه وتحت سماه في امن وصحة وعافيه
كذلك خُلق الاحترام الذي لو فقدناه تبلدت مشاعرنا وتساقطت امطار السَخَطُ علينا وتلاشت الرحمة من بيننا وتفشت فينا الفوضى .
ولقد حثنا ديننا الحنيف على الاحترام في اكثر من موضع نذكر منها قوله تعالى في سورة الحجرات 
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلاَ نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلاَ تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ[1] وَلاَ تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلاَ تَجَسَّسُوا وَلاَ يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحجرات: 11-12].
 فالاحترام خُلق فطري نولد به بخلق الله ولكننا قد نشوهه بعادات واساليب دخيلة تجعله يضمحل حتى تجف نفوس من فقدوه من الرحمة والحنان وينمو عندهم حب النفس والانانية ، وحقيقة القول ان مثل هؤلاء يجب ان يكونوا دائماً في القاع وسط الظلمة لا نتيح لهم الفرصة للصعود ورؤية النور ولكنهم يحاولون دائماً وابداً ان يفرضوا سيطرتهم من خلال بث الفوضى ونشر ثقافة حقي يا جدع ، والبلد بلدنا ، وانت شريكي ، في محاولة منهم بأن تكون هذه الكلمات هى وسيلة النجاة من قاع المجتمع الى سيادته باخلاق السفهاء.

وقد حثت السنة النبوية في احاديث كثيرة على خُلق الاحترام نذكر منها حيث ابو هريرة رضي الله عنه وارضاه عن رسول الله  
عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره. قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول، فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته))
فاحترامي لك يمنعني اذ اذكرك بسوء حتى وان كان فيك وهذا هو قمة الاحترام الذي لو التزمنا به ما وجدنا مشاحنات ولا مخاصمات ولا اعتداءات لفظية ومادية ولأصبح حالنا افضل بكثير فالاحترام قانون بين الكبير والصغير وصفة وخلق عظيم بدونه فقدنا العطف والتوقير واندثرت وضاعت منا معاني كثيرة وصرنا بلا قدوة و صيرنا كالبعير.


دردشة مش دروشه رأيكم يهمنا ومتابعتكم شرف لنا والشير خير دليل ان الموضوع عجبكم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصة عشق

احلام الصابرين

ارض الاحلام