قبل منتصف الليل
بعد منتصف الليل الاجواء هادئة المكان به اضاءة خفيفة اصوات دقات الساعات بصالة الاستقبال بالمنزل الكبير تتسابق في ان تعزف سيمفونية غير محبوبة لاذن وفاء التي اعتادت ان تجلس بعد منتصف الليل لتمارس افضل هواياتها وهي الكتابة:
بدأ الصمت في المكان يتحول الى صفير في اذنيها اصابها بالازعاج شعرت انها تريد الهروب من هذا الصمت اخذت تصرخ بصوت عالي نادت على ابنائها على والدتها التي تعيش معها بنفس المنزل ولكن دون جدوى فالكل نيام زاد الصفير في اذنها وكأنه صفارات الانذار لغارة او هجوم وشيك هرولت الى التليفزيون وقبل ان تصل اليه سمعت طرق على الباب قطع صفير الصمت الدائم في اذنيها ثلاث خبطات على الباب حتى وصلت اليه نظرت من العين السحرية لم تجد احد اعادت النظر بزوايا مختلفة واثناء ذلك سمعت طرقا على الباب ففتحت بسرعة دون اي تروي وما زال الصمت يبعث صفيراً في اذنها اختلط باصوات صفير الحشرات الليلية بحديقة منزلها ، حدقت النظر يمينا ويسارا لم تجد احد حاولت ان ترسل نظراتها بعيداً في ظلمة الليل ولكنها لم ترى الا خوفاً دق في قلبها من مشهد اعتادت دائماً ان تتخيله كان يطاردها في يقظتها فبل احلامها عادت بسرعة الى البيت واغلقت الباب ودارت الافكار من جديد في رأسها هل اليوم هو النهاية هل سيتحقق الحلم؟! هل سأرى هذا المشهد يحدث في الحقيقة؟! تكالبت الاسئلة عليها وهى تنظر الى ساعة الحائط وترى نفسها معلقة من رقبتها مكان الساعة ويترنح جسدها كالبندول .
تملكت القشعريرة جسدها وتذكرت انها تخيلت مسبقا حادث كسر ساقها والذي تحقق بعدها بأيام وكيف توقعت افلاس زوجها في البورصة واخبرته فقام ببيع الاسهم وتدارك الخطر وبالفعل انخفضت البورصة بعدها وتراجعت تراجع شديد افلس معه الكثير وكيف حلمت بوفاة خالتها فماتت بعدها بأسبوع ، كل ذلك دار برأسها فزادها فزعاً فلم تكن يوما تتوقع ان يكون الدور عليها لتصْدُق نبوءتها ويتحقق ذلك الكابوس الذي اعتادت رؤيته حاولت طرد الوساوس من رأسها ذهبت للمطبخ لتصنع مشروب ساخن اخذت مشروبها وجلست تنظر من شباك المنزل تراقب بحذر حركة الاشجار كل شئ كان هادئاً كما هو حتى وقعت عينيها على سور البيت الذي كتبت عليه بالدماء الثانية عشر موعدنا تملكها الرعب نظرت بسرعة الى ساعة الحائط لم تجدها مكانها رمت نظراتها في المكان بحثاً عنها سمعت دقات الساعات الاخرى لتعلن انها الثانية بعد منتصف الليل اصابتها اصوات رنين اجراس الساعات بالفزع فاهتزت يد وفاء وارطمت بالمج الذي اعدته لها خادمتها فلقد اعتادت ان تشرب النسكافيه اثناء الكتابة انسكب المشروب على الاوراق التي كتبت عليها وفاء قصة بعد منتصف الليل شعرت وفاء بالاحباط تخلصت من اوراقها القديمة وامسكت قلمها من جديد وكتبت
قبل منتصف الليل الاجواء صاخبه الفرح والبهجة ملئت المكان والجميع في انتظار قدوم عام جديد سعيد ولكن ............
دردشة مش دروشه
رأيكم يهمنا ومتابعتكم شرف لنا والشير خير دليل ان الموضوع عجبكم
تعليقات
إرسال تعليق