امواج النفس 1 (سمع الله لمن حمد)

سمع الله لمن حمد 
بقلم: محمد محمد خليفة

فايز شاباً في ريعان شبابه يتسم بالوسامة ولديه قدراً من الجاذبية والوقار إذا تحدث اعجبك حديثه شديد الادب والاحترام يقدر الصغير قبل الكبير ولا يغلق باب في وجه فقير ميسور الحال ولكنه كان لديه امر دائما ما يثير سؤاله بل واحياناً سخريته ألا وهو اسمه،
فاسمه فايز وهو في الحقيقة لا يعرف بماذا هو فائز فحياته من وجة نظره لا تمت للفوز بصلةٍ فمنذ ان بدأت خطواته الاولى في الحياة وهو يشعر انه منحوس فاذا ذاكر لا يحصل على الدرجات التي يتمناها واذا ذهب للنادي مع اصدقاؤه لا بد وان يعود بإصابة او كسر او ملابس ممزقه يتلقى على أثرها تعنيفا وتوبيخاً يليق بهذا الفعل الجلل ، كان دائماً ما يأخذ مشورة اصحابه الذين كانوا ابعد ما يكونوا عنه وعن تفكيره وسلوكه وطباعه فهو ايضا من وجهة نظره منحوس فيهم.
كانت كل الامور التي يراها في حياته تسير عكس الاتجاه  مدهونة باللون الاسود لا بياض فيها ومع ذلك لم يتوقف عن الاستمرار والبحث عن الفوز بأي شيء قام بالمضاربة في البورصة وشراء الاوراق المالية والسندات خسر كل أمواله زاد السواد سواد قرر ان يتزوج بحث عن فتاة احلامه وجد الكثير وقابل الاكثر حتي استقر عليها فهي الفتاه التي ستأخذني من هذا السواد الى دنيا لا ولم اعرفها من قبل كانت شديدة الجمال ذهب اليها حيث تعمل كبائعة في احد محلات الورد وقف امامها طلب منها وردة تجاهلته تماماً زاد اعجابه بها اطال النظر اليها فلم تنظر اليه كانت منهمكة بترتيب الزهور  بدأ السواد يلوح في وجه من جديد فربما هي محاولة جديدة للفوز ستبوء بالفشل كالعادة تراجعت خطواته كما تراجعت اسهم البورصة من قبل فوقف خارج المحل يراقبها في صمت.
جاء شاب وقف امامها نظر في عينها بدأ يشاور لها بيده وتشاور له تبادلوا اشارات عدة وفايز ما زال مراقبا، وبعدها قامت بإحضار باقتين من الورد وسلمتها لمن بادلته الإشارات واخذت الاموال ووضعتها في الخزينة ثم عادت لتقف ملتزمة الصمت  نعم فهي خرساء لا تتكلم وتبيع الزهور لمن لا يتكلمون ، قفز السواد الى رأس فايز مرة بعد مرة فلقد مل البحث عن نصيبه من اسمه فلم يجده وقف على ناصية الشارع اتعبته قدماه فجلس على الارض.
اخذ فاير ينظر الى المارة في الشارع من حوله تعجب من امرهم فهذا حزين والاخر يضحك وهذا يجري ليلحق والاخر يتكلم ويحكي  ولا يسمع تاه في وسط العيون والاصوات والابواق حتى كاد يختنق كمن سقط وسط الامواج، وفي الوقت نفسه سمع همس يأتي من جانبه قال له نجاتك عندي اخذ بيده تعجب فايز فهو مستسلم له استسلام النعاج لراعيها ساقه الى مكان بعيد عن اعين الناس اوقفه باتجاه القبلة وبدأ بالصلاة شعر فايز بارتياح شديد وقلق يداعب افكاره التي حاصرته اثناء صلاته دعا الله كثيرا دمعت عيناه سأل الله ان تنفرج كربته وعندما سلم الرجل وانتهى من الصلاة نظر في عيني فايز وقال له لقد سمع الله لمن حمد عندها رجع فايز بذاكرته حاصرته افكاره مرة اخرى حاول ان ينفي ما برأسه لا بد انها خيالات او وساوس شياطين، تذكر فايز انه لم يتوضأ عند صلاته تذمر وصاح حتى في صلاتي لا فلاح نظر حوله يبحث عن سائقه فلم يجده فعاد من حيث اتى وصوت الرجل يتردد من خلفه كالصدى في اذنيه لقد سمع الله لمن حمد ... سمع الله لمن حمد.

دردشة مش دروشه رأيكم يهمنا ومتابعتكم شرف لنا والشير خير دليل ان الموضوع عجبكم

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصة عشق

احلام الصابرين

ارض الاحلام