المشاركات

ذكريات من دولاب محام

ذكريات من دولاب محامٍ في مساء خريفي هادئ، وقف يوسف أمام خزانته المفتوحة، لا يبحث عن ملبس، بل عن معنى. صفٌ طويل من البدل، مصطفة كأنها أرشيف صامت لحياته المهنية، كل واحدة منها تحمل أثرًا من قضية، من لحظة، من سؤال لم يُجب عليه. مدّ يده نحو بدلة رمادية داكنة، بها تمزق صغير عند الكتف. كانت أول ما ارتداه يوم دخل المحكمة كمحامٍ مستقل. يتذكر جيدًا تلك القضية التي خسرها رغم يقينه بالحق، وكلمات القاضي التي ما زالت ترنّ في أذنه: “القانون لا ينتصر دائمًا للحق، بل لما يمكن إثباته.” منذ ذلك اليوم، بدأ يوسف يفهم أن العدالة ليست دائمًا مرآة للحق، بل أحيانًا مجرد انعكاس لما يُقال ويُدوّن. ثم انتقل ببصره إلى بدلة زرقاء أنيقة، ارتداها يوم التقى نادين، الصحفية التي كتبت عنه بشغفٍ ونقد، ثم أحبته بصمتٍ مشوبٍ بالشك. يتذكر رسالتها الأخيرة، حين قررت أن تبتعد: “أنت لا تدافع عن القانون، بل عن نفسك.” انتهت العلاقة، لكن بقيت البدلة، كأنها تحفظ حرارة المواجهة وبرودة الفراق في خيوطها. وبين البدل، كانت هناك واحدة سوداء، ارتداها في ندوة قانونية حين التقى أستاذه القديم. ذلك الرجل الذي قال له بنبرة لا تخلو من حزن: “حين ...

قصة عشق

صورة
قصة عشق أستيقظ رامي بعد حلم طارده طوال الليل لم يكن يعلم أن عالم الاحلام متصل بالحقيقة ولم يكن يعلم رامي ان الحقيقة التي باتت ساكنة في قلبه ويحاول أن يخفيها ستأتيه حتى في منامه حتى أيقظته على دقات قلب أنخلع شوقا الى محبوبته لم يكن يعلم أن فراقها سيكون بهذه القسوة فهو لا يكاد ينساها ولا تكاد عيناه تمل من البحث عنها كلما غدا أو راح. أزاح غطائه بعيداً عنه وأرتدى ملابسه بسرعة غير معتادة وأخذ مفاتيح سيارته الجديدة وأخذ يبحث عنها في شوارع المدينة كالمجنون ينظر يمينا ويساراً ربما يجدها واقفة هنا أو هناك ينخلع قلبه كلما وجد من يشبهها ربما من الخارج لأنها في عينيه مختلفة طاف كل شوارع المدينة أملا في أن يجدها ويعيدها إلى بيته مهما كانت العواقب وأياً كانت النتيجة. كان رامي يبحث دون أن يكل أو يتعب ودون أن يضع في حسابه موقف من هي تحت يديه الأن وكيف تكون مشاعرها وكيف ستتلقى خبر عودتها بل وكيف هو سيفعل ذلك ربما كان يبحث عنها فقط لمجرد أن يراها فتبرد نار قلبه وتهدئ حيرته ويطمئن عليها لفترة وجيزة حتى تغيب عن عينه مرة أخرى فيعاود البحث من جديد، ربما كانت أحلامه أحلام صياد في وسط البحر هلك قاربه وما زال ...

يوم واحد يجمعنا

صورة
النهارده وفي احلى يوم  يوم ميلاد اول ولادي مش هقول غنوا لحبيبي  ولا اطلبولها التهاني  ولا هاتوا ابو الفصاد  ولا عيد ميلادها اجمل الاعياد   لكن هقول ان الدنيا  في يوم ميلادها  زادت نور  وان العين يوم ما شافتها  شافت البدر بعد انتظار شهور  حبيبتي الغالية وبنت ابوها وعايشه في قلبي وساكنه فؤادي  وشاغله حياتي ويا البال ولو سعادتك فوق في السما  او ويا الطير فوق الجبال  هحلق واجيبها عشان ارضيكي  يا نسمه يا بسمه فوق ملامحي بعرف ميلادي يوم ما اهنيكي   دردشة مش دروشه رأيكم يهمنا ومتابعتكم شرف لنا والشير خير دليل ان الموضوع عجبكم

القرين

صورة
تعالت اصوات الضحك امام ( منسي)  ذلك الممثل البسيط الذي وقف على خشبة المسرح وأستمر في أداء حركاته الشهيرة وعباراته التي أغرقت الجمهور في الضحك ، كانت صيحات الجمهور تحيطه بهالة من اللاوعي فيستمر في ادائه المبهر وكلما تعالت الصيحات وازداد التصفيق كلما أبهرهم  بتمثيله وحركاته ولكن من بين كل هذا الكم من الضحك والسعادة التي ولدت من بين كلمات منسي ومن فوق شفتيه كان الدمع في عينيه محتبساً يعصر قلبه عصراً وكلما أحمرت عيناه من حبس دموعه وتغيرت ملامح وجه من سجنه لمشاعر حزنه إزداد الضحك والمرح بين الجمهور فكل ما يفعله مصدر سعادة لهم ولا يمكن أن يخيل لهم أن هذا القلب قد يكن حزنا أو أن العيون قد تقر دمعاً  وهو يسمع من بينهم كلمات تترامي هذا الرجل ليس له مثيل، لا بد وانه أسعد انسان في الدنيا كم نتمنى ان نعيش معه فيستمر منسي متناسياً كل أوجاعه ،،،، كان منسي يشخص على المسرح كل ليلة دور (بهيج) وهو رجل أعمال  شديد الثراء يقرر ان يتخلى عن حياة الرفاهية ويتنكر في شخصية موظف فقير لدية اسرة كبيرة وعنده من المشاكل والمسؤوليات التي تفوق طاقته وتحمله ليصنع منها (منسي) ببراعته مادة خام للضحك و...

رسالة الى 2020

صورة
عزيزتي 2020،  أكتب اليكي وانا في أخر يوم سيذكر فيه أسمك ورسمك أخر يوم من أيام كثيرة كنت لها عنوان وزعيمة، وكان تاجك فوق رؤوس كثيرة، أكتب أليكي ولا أعرف هل أنت كما قال البعض عنك سنة كبيسة أم خبيثه أم أنك ملاك رحمة أرسله الله ليعيد ترتيب أوراق الخليقة، أكتب أليكي ليس لأودعك أوأمدح رحيلك فصدقيني أنا اعتدت على وجودك بكل ما فيكي من مشاعر فرح ونصر، بكل ما أصابني من خوف وقهر، بكل ما ظفرت به وفزت وما ضاع مني كأسماك كانت بقاربي ثم قفزت بالنهر. أكتب أليكي ولا أعرف لماذا أكتب لك تحديداً دون كل من فاتوا ربما لأن بك الكثير قد ماتوا ورحلوا في صمت دون وداع ، وتركوا بداخلنا أحزان وآلام وأوجاع، واصبحت انفسنا كما المتاهات ضل فيها من ضل وضاع فيها من ضاع، ونجى فيها من سكنت روحه الايمان وعرف أن الكون مسير بقوة الرحمن وأن ما أصابنا من خير وشر ليس إلا رزق من الحنان المنان، رزق يغمرنا حتى يصل للوجدان فتعرف به أن الخير لا يكون خيراً إلا بحسن الظن بمالك الأكوان وأن الشر بظننا ليس إلا خيراً اذا ما علمنا ما توارى عن العين وخبأه الرحمن. وأخيراً 2020 أكتب اليك وانت التي تميزت أرقامك كما تميزت أحداثك فكانت لبعضن...

مخلب وناب

صورة
مخلب وناب بقلم : محمد محمد خليفة في أحد المزارع البسيطة الريفية كان هناك كلب وقطة ولد كل منهما في نفس اليوم وفي نفس المزرعة، في البداية كان الكلب يظن أن شكله مثل شكل القطه فهو كان يعتقد ان أذنيه صغيرتين وجسمه صغير مثلها حتى بدأ في النمو وعرف أنه اقوى بكثير منها فصوته مختلف عنها وجسمه أكبر منها حتى انيابه أكبر منها فهو في جميع صوره وصفاته أفضل منها هكذا كان يظن الكلب. ومنذ أن عرف الكلب وأدرك الفارق الذي بينه وبين القطه بدأ في البعد عنها بعد أن كانت أقرب حيوان له في المزرعة فبدأت معاملته تتغير من ناحيتها فلا يلعب معها ولا يأكل معها مثلما كان يفعل بل على النقيض كان يتربص لها في كل خطوة ليجعلها تشعر بضعفها وحاجتها إليه ليحميها مثلما يحمي كل حيوانات المزرعة. على الجانب الاخر كانت القطة ومنذ اليوم الاول تعلم انها مختلفة عن الكلب فهي تراه قوياً وترى نفسها ضعيفة وجميلة في نفس الوقت فشعرها الطويل الجميل ومخالبها الطويلة الرقيقة وذيلها الملون يجعل منها ملكة لجمال القطط وكانت تدرك أن هذا الجمال لا بد من ان تحافظ عليه لذلك رضخت لاذلال الكلب وفرض سيطرته عليها. علم الكلب أن القطة تهابه خاصة عندما أد...

ارض الاحلام

صورة
أرض الأحلام بقلم: محمد محمد خليفة في يوم الجمعة الأجواء  هادئة وصوت القرآن قبل الصلاة يملأ الأركان يفكر الأب كثيراً قبل أن ينادي ابنه مؤمن كي يبلغه بالخبر الذي يعلم أنه ينتظره من زمن بعيد ذلك الخبر الذي كثيرا ما نادى به مؤمن مراراً وتكراراً ولكن والد مؤمن الذي يعمل (شيخ المسجد) ليس لديه وقت ليلبي ذلك الحلم له فعمله يتطلب إقامة  الصلاة خمس فروض في المسجد فهو من يقيم الشعائر ويقوم بأمامه المصليين  طوال اليوم ويعلمهم أمور  دينهم بالإضافة الى انه يرى ان هذا المكان الذي يريد ان يذهب اليه ابنه مكان لهو ولا يجب الذهاب اليه   ولكن قرر في ذلك اليوم أن يلبي طلب ابنه مع الحرص على عدم الوقوع في الفتن ففكر في أن يناديه ويلبي طلبه ويخبره بأن اليوم سيذهب معه إلى مدينة الملاهي وتخيل ابنه عندما يعرف هذا الخبر كيف ستكون حالته لابد وان الخبر سيكون على مؤمن كما لو كان حلم في يقظه أو يقظة في عالم الاحلام   في لمح البصر   ارتدى مؤمن ملابسه وقال لبيك أبي انا جاهز وأعدت الأم جميع متطلبات الرحلة ولكنها كانت قلقة قلقاً لم يستطيع الأب أيضا أن يخفيه أو يمنعه من أن يعتلي مل...