هواء في الماء


أحست باختناق شديد بدت انفاسها وكأنها سراب في صحراء قاحلة اخذت تحرك يديها وقدميها في محاولة منها للهرب ولكن دون جدوى فكل شيء حولها يصيبها باختناق بدأ قلبها يصارع انفاسها المتلاحقة ففتحت عينيها لتجد نفسها في غرفة مملوءة بالمياه المكان كله مغطى بالمياه لا يوجد مكان الا وقد اغرقته المياه لا يوجد اي فراغات لتلتقط انفاسها بدا لها الامر وكأنه حلم حاولت ان تخرج من حلمها ورفض هذا الواقع المرير الذي وجدت نفسها فيه فحاولت التقاط انفاسها فكان الماء لها بالمرصاد لا فرصة لها للنجاة هكذا اعتقدت ولكنها لم تستسلم نظرت من حولها فالغرفة مملوءة بالمخارج العديد من الابواب والشبابيك ولكن دون جدوى فمن اين لها ان تفتح الابواب الان وهي محكومة الاغلاق بضغط المياه.
ومن اين لها ان تفتح النوافذ وهي التي اغلقتها فيما سبق بإقفال محكمة الاغلاق خوفا من سطو جيرانها المنفلتين مرت امام عينيها تلك الايام عندما كانت صغيرة وجميلة والكل يحاول ان يكسب رضائها تذكرت عندما كان والدها يلعب معها فيرفعها عاليا فتحلق بيدها في السماء وتملؤ صدرها بالهواء، تذكرت حبها لهذه المياه التي كانت تلعب فيها وتلهو بها مع اخويها فكم كانت تعشق السباحة بل وتجيدها باحتراف بل كانت رياضتها المفضلة الان هذه المياه تغرقها تخنقها لا فرصة لديها للسباحة حيث ان السباحة دائما تكون على سطح الماء وليس في الاعماق

اطلقت النظر يميناً ويسارا بحثاً عن وسيلة نجاة فلم تجد الا صندوقا به زجاجة بلاستيكية مدت يدها لتلتقط اخر زجاجة تبقت في الصندوق مدت يدها ولكن الصندوق كان بعيدا عنها حاولت ان تمد يدها بقوة حاولت ثم حاولت وبدأت تقترب ولكنها سقطت من على سرير غرفتها لتسمع والدتها التي وقفت مع اخوتها في شباك الغرفة ينظرون الى هذه الامطار الغزيرة ويقولون اللهم صيباً نافعاً اللهم صيباً نافعاً فادركت ان حلمها كان كابوساً فذهبت الى الحمام لتتوضأ وقفت امام المرآة نظرت الى نفسها لتجد انها ما زالت جميلة ولكن اصابها بعض التجاعيد البسيطة مدت يدها الى الصنبور فتحته خرج منه هواء مثل ذلك الذي كان في الزجاجات وله صوت يشبه شخير النائمين اصابها الفزع من جديد فهرولت بسرعة الى امها لتخبرها بأن المياه هربت الى السماء فاملؤوا اوانيكم من ماء المطر.


دردشة مش دروشه رأيكم يهمنا ومتابعتكم شرف لنا والشير خير دليل ان الموضوع عجبكم


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصة عشق

احلام الصابرين

ارض الاحلام