امواج النفس 4 سكن جامعي(الجزء الثاني)

https://www.dardasha-mesh-darwasha.com/2019/09/blog-post_75.html?m=1
سكن جامعي ( الجزء الثاني)
لم تكن مرحلة السكن الجامعي بمصر ام الدنيا هي المرحلة السهلة بالنسبة لعبدالله  خاصة امام تعنت موظف الاستقبال والبداية غير الحميدة وكم العبث والغلظة التي كانت واضحة وضوح الشمس في تعامله معهم وزاد الطين بلى وكانت الصاعقة التي جعلت عبد الله يتسمر مكانه عندما نادى احد موظفي السكن موظف الاستقبال طالباً منه مفتاح المخزن قائلا له يا استاذ وليم وهنا كانت المفاجأة لعبدالله التي اخذته في شريط ذكرياته مع شيخه
توقف الزمن لحظات امام عبدالله وتذكر كلمات شيخه الذي كان يؤكد له على ان هؤلاء النصارى على حد قوله لا يحبون المسلمين وانهم ليسوا النصارى الذي ذكرت فيهم ايات القرأن الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ 
[المائدة 82]
كانت كل الافكار التي زرعها شيخه تثمر في رأس عبدالله ويتذكر ايضاً كلامه بأنهم قوم اخرين غير الذي ذكرهم القرأن وما زال يدور  بخلد عبدالله كلمات شيخه الذي كان يؤكد له مراراً وتكراراً بأنه يجب علينا ان لا نتعامل معهم او نخوض معهم في الحديث، وكيف انهم يتمنون اذيتنا في اي وقت
سحب عبدالله يده مسرعاً واخذ مفتاح غرفته وانصرف دون سلام او كلام مما اثار استغراب موظف الاستقبال (وليم) الذي نادى عليه: يا عبدالله
وقف عبد الله مكانه وكانه لا يرغب في ان يسمع اسمه من لسان ذلك الوليم والتفت اليه قائلاً بلهجة حادة: نعم فقال له وليم انت نسيت شنطك ركز شويه يا عم الحاج انتوا شباب صغير ايه اللي شاغل بالك فرد عليه عبدالله اللي شاغل بالي صلاة الظهر خايف لاتروح عليه فرد عليه وليم طيب اسيبك تصلي انا صليت من زمان وقد كسى وجهه ابتسامات اصابت عبد الله بالدهشة حيث تأكد انه يقصد السخرية فاليوم الاحد وقد صلى صلاتهم وها هو يسخر مني لاني لم اصلي صلاتي.
اخذ عبد الله شنطه واستقل المصعد بعد ان ودع اصدقائه وهو في غيظ شديد لانه لم يرد على موظف الاستقبال اللي كان عمال يزعق معاهم ويتحكم فيهم واسلوبه اللي زي الزفت معاهم لدرجة انه فكر انه اذا كان ده السكن الجامعي في مصر فيبقه اروح قريتي واجي يومياً ارحملي من قلة القيمة والتعامل مع سي وليم ده هو كمان.

وقف عبدالله باب غرفته رقم ٤ بالسكن الجامعي بمصر ام العجايب والتي او ما استقبلته استقبلته بوجه سي ويليم  وقبل ان يبادر بفتح الباب  بالمفتاح تأدبا منه ثم هم بفتحه فاذا به شاب ابيض الوجه وابيض الملابس يفتح الباب وينظر الى عبد الله في وجه مشرق وابتسامة كست وجهه وامتدت من قلبه الى قلب عبد الله الذي سبقه بالسلام قائلا  السلام عليكم فرد الشاب السلام وقال له تفضل نورت السكن الجامعي في مصر كلها احب اعرفك بنفسي  ابو اسحق وضحك وقاله بس مش ابو اسحق الحويني فضحك عبدالله وقاله الله يبارك فيك المكان منور بأصحابه.
كان استقبال ابو اسحاق لعبدالله بمثابة اسطوانة الاكسجين  لاسعافه من هذا الاختناق الذي كاد ان يصيبه بسبب سي وليم كما كان يذكره عبدالله وتذكر مرة اخرى كلام شيخه وغلظة ذلك الوليم معه، ثم انتبه لابو اسحق وهو يحدثه قائلاً مالك يا شيخنا شكلك زعلان او تعبان فقال له عبدالله ابداً شوية ارهاق انت عارف السفر فقال له ابو اسحق احنا نتغدى سوا وتخش تريح شويه انا طلبت دليفيري وعملت حسابك ماهو مش معقول اول يوم تاكل من الميّيس ده حتى متبقاش بشرة خير وضحكا ثم اردف قائلا يا عبدالله خد كلم اهلك في البلد طمنهم عليك اكيد زمانهم قلقانين عليك جداً وفي الليل نجيبلك خط موبايل ان شاء الله مع عده كده مستعمله تمشي بيها حالك.
كان كرم ابو اسحق مع عبدالله كفيلاً بان يجعله يحبه من اول نظره فحسن الاستقبال وبشاشة الوجه وكرم الضيافة وفطنته في ادراكه لمشاعره وانه يحتاج لمكالمة اهله كل هذه الامور جعلت عبد الله يرتاح نفسياً لان الله استجاب لدعاء امه له بان يرزقه بواحد ابن حلال يسكن معاه ويكفيه شر ولاد الحرام .

تناول الصديقان عبدالله وابو اسحق غدائهما الذي طلبه ابو اسحق والذي قال لعبدالله خلينا نشرب الشاي على القهوة تحت وبعدين يجيبوا الموبايل ده اذا مكنتش تعبان وبالمره تتفرج على مصر وقهاوي مصر فرحب عبدالله وقال لا طبعاً موافق جدا يالا بينا وهم مسرعاً وكأنه ينفذ امراً صدر له من قائده
ابو اسحق قائلا لعبدالله انا هشرب حلبسه انت هتشرب ايه فقال له عبدالله انا هشرب شاي استغفر الله مليش في الحلبسه دي فضحك ابو اسحق ساخراً بس دي حلبسه من غير كحول يا شيخنا فقال عبدالله نجتنب الشبهات يا مولانا وتعالت اصوات اذان العصر فقال عبدالله شفت اهي كلمة الحق ظهرت  يعني لازم نجتنب الشبهات وضحك قائلا انا بضحك معاك لتكون زعلت ولا حاجه فلقد كان عبدالله شديد الحرص على ان لا يخسر الشخص الوحيد الذي ضحك في وجهه واستقبله حسن استقبال واكرمه ثم قال له بينا نصلي العصر يا مولانا فقال له ابو اسحق اسبق انت صلي وانا هصلي وعندي مشوار هعمله واجيلك على السكن الجامعي
دخل عبدالله احد المساجد العتيقه التي زاد جمالها تلك الالوان البالية والزخارف  التي باتت شاهدة على الزمن بعراقتها واصالتها وجمالها وهذه الاسقف الخشبية التي ذكرته ببيوت قريته الصغيرة بدأ المؤذن في اقامة الصلاه خرص عبدالله ان يكون في الصف الاول  ثم رفع يده لتكبيرة الاحرام ليحدث ما لم يكن يتوقعه ابداً



نلتقي بكم في الجزء الثالث




دردشة مش دروشه رأيكم يهمنا ومتابعتكم شرف لنا والشير خير دليل ان الموضوع عجبكم

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصة عشق

احلام الصابرين

ارض الاحلام